سلسلة (دعونا نحلم) … الموانئ والمطارات الدولية
بقلم د. يونس فنوش
دعونا نحلم
الأعمال الكبيرة تبدأ دائماً بحلم يراود شخصاً أو أشخاصاً، يؤمنون به وبفائدته للحياة وللأحياء.. ثم يسعون بكل ما لديهم من جهد ومال ووقت لجعله حقيقة ملموسة على أرض الواقع..
وليبيا القادمة هي الآن شذرات أحلام تراود فكر وخيال نخبة من أبناء الوطن، سوف يتوقف تحققها على أرض الواقع على قدرتهم على اجتياز حالة الإحباط واليأس ونقص الثقة في الذات، وإصرارهم على تجاوز العقبات والصعاب، حتى يروا حلمهم متحققا فعلاً على أرض الواقع، فيحق لهم آنئذ أن يرددوا قول الشاعر:
فإذا الحلم حقيقة والأماني إرادة
ــــــــــــــــــ
الحلم الثالث
الموانئ والمطارات الدولية
إننا بلادنا تتمتع بموقع بالغ الأهمية من الناحية الاستراتيجية، وبوسعها أن تحقق من وراء استثمار هذا الموقع عائدات خيالية، ويقول الخبراء إن من المؤسف عدم توجه سلطة الحكم في الماضي إلى هذا الاستثمار من خلال إنشاء مناطق التجارة الحرة، والموانئ والمطارات الدولية، كي تتحول ليبيا إلى مفصل عبور بين دول العالم المختلفة، ودول أفريقيا.
ولنا أن نحلم بإنشاء عدد من المطارات الكبرى، نعدها لتكون نقاط عبور للطائرات التي تنقل البضائع والمسافرين من مختلف دوال العالم إلى دول أفريقيا. وقد تحدث كثير من الخبراء حول فكرة إنشاء مطار دولي متطور في أقصى نقطة من حدود ليبيا الجنوبية، ليكون نقطة العبور تلك، مثل منطقة العوينات على سبيل المثال.
وعندما نتهيأ ونتطلع لإحداث نقلة شاملة في مفهوم الاستثمار السياحي لمقدرات ليبيا السياحية: التاريخية، والثقافية والترفيهية …إلخ فقد يكون من الضروري في هذا السياق إنشاء مطارات وموانئ متطورة بالقرب من مناطق الجذب السياحي، لتسهل على السائحين الوصول إلى الوجهات التي يقصدونها مباشرة وبأيسر السبل وأقل التكاليف.
وفي هذا المجال أيضاً سوف يكون من العقل والحكمة أن نستفيد من الإمكانات والفرص التي بات يوفرها نظام الاستثمار وفق عقود (البوت)، إذ تتولى شركات استثمارية أجنبية إنشاء المطار أو الميناء، وتجهيزه وتشغيله، واستثماره وفق شروط معينة، لمدة تحدد في العقد، عادة ما تكون ما بين 15-20 سنة.. تؤول بعدها ملكية المشروع إلى الدولة الليبية.
وبذلك نكون بالطبع قد حققنا فائدة أو فوائد كثيرة دون أن نتحمل أي تكاليف: إنشاء المشروع وتجهيزه بما يلزم من معدات وأجهزة تشغيل، توفير فرص عمل للمواطنين الليبيين، توفير فرص تأهيل وتدريب على التقنيات المتطورة للعاملين الليبيين، توفير الخدمات التي يقدمها المشروع (ميناء بحري/ مطار) للمواطنين وللدولة الليبية، من حيث استيراد البضائع ومستلزمات الحياة، وتوفير مواصلات متطورة للمسافرين، وللقادمين إلى البلاد من السائحين.