سلسلة (دعونا نحلم) … الطرق السريعة
بقلم د. يونس فنوش
الأعمال الكبيرة تبدأ دائماً بحلم يراود شخصاً أو أشخاصاً، يؤمنون به وبفائدته للحياة وللأحياء.. ثم يسعون بكل ما لديهم من جهد ومال ووقت لجعله حقيقة ملموسة على أرض الواقع..
وليبيا القادمة هي الآن شذرات أحلام تراود فكر وخيال نخبة من أبناء الوطن، سوف يتوقف تحققها على أرض الواقع على قدرتهم على اجتياز حالة الإحباط واليأس ونقص الثقة في الذات، وإصرارهم على تجاوز العقبات والصعاب، حتى يروا حلمهم متحققا فعلاً على أرض الواقع، فيحق لهم آنئذ أن يرددوا قول الشاعر:
فإذا الحلم حقيقة والأماني إرادة
ــــــــــــــــــ
الحلم الثاني
الطرق السريعة
ولقد ظللنا نعيش الحالة المؤلمة المؤسفة التي عليها طرق المواصلات في البلاد كلها: من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها.. وظللنا نأسف أن نظام الاستبداد الذي جثم على صدر البلاد أكثر من42 عاماً، فشل في أن يزود البلاد ولو بطريق واحدة تستحق أن يطلق عليها طريق في هذه المرحلة من تقدم العلم والعالم..
وظللنا نشاهد المديات التي وصل إليها العالم، لا في الدول المتقدمة فقط، بل حتى في الدول القريبة منا والتي لا تختلف ظروفها الحضارية كثيراً مع ظروفنا، مثل دول الجوار: تونس والمغرب ومصر، والدول الشقيقة مثل الإمارات والكويت والسعودية..
ولذا فإني أقول إن من حقنا أن نحلم بأن توجد الدولة التي تضع في سياساتها برامج وخططا لتزويد البلاد بعدد من الطرق السريعة، المصممة والمجهزة على أحدث ما وصلت إليه تقنيات بناء الطرق السريعة، التي تشيد وفق تصميمات ومعايير عالمية، من حيث توفير أعلى مستويات المتانة والتحمل، وأعلى مستويات الخدمات اللازمة للمسافرين: محطات التزود بالوقود، الفنادق، المطاعم، المقاهي، الورش الفنية، الاتصالات..إلخ
ولنا أن نحلم بأن توجد طريق ساحلية حديثة، تربط بين حدود البلاد الشرقية والغربية، وأن توجد طرق سريعة تربط بين المدن الكبرى على الساحل الشمالي والجنوب، فتكون طريق عبور للمسافرين والبضائع من الشمال إلى جنوب البلاد ومنه إلى أعماق القارة الأفريقية.