نريد فقط سيولة من مرتباتنا
بقلم د.البهلول اليعقوبي
مؤلم أن يبلغ الأمر هذا الحد… هذه صرخة أطلقها أستاذ جامعي من أعرق وأقدر وأنبل أساتذتنا.. تجسد مدى الكارثة التي وصلت إليها الحياة في بلادنا.. ننشرها كي يطلع عليها أكبر عدد ممكن من المواطنين.
ـــــــــــــــــــــــــــ
نريد فقط سيولة من مرتباتنا
د.البهلول اليعقوبي
إلى من يهمهم الأمر، إذا كان ما زال يهمهم
أنا المواطن البهلول اليعقوبي…
بعد عامين احتفل ( وعائلتي ) بمرور خمسين عاما على توظيفي بجامعة طرابلس على كادر أعضاء هيئة التدريس ( الجامعة الليبية آنذاك)
متحصل على درجة أستاذ منذ 32 سنة .
شغلت كل الوظائف الأكاديمية الإدارية بالجامعة: من رئيس قسم إلى رئيس جامعة ووظائف أخرى قيادية علمية (محضة) خارج الجامعة وعلى المستوى الدولي.
تقاعدت منذ عام وما زلت أدرس بجامعتي التي أحبها بدون حدود متعاوناً
أعلن وأنا بكامل قواي العقلية، ولكني في أشد درجات الغضب والأسف والحرقة والذل أيضا، أنني وزملائي الأساتذة (ولا شك كافة المواطنين تقريبا) قد شبعنا من المكوث في شريحة الفقراء والمعوزين
شبعنا مهانة ودوس كرامة، وَيَا ريت من اللي يسووا ( ولا مؤاخذة ) . هذه الكلمة الأخيرة لن يفوتني قولها لأني رغم كل شيء ابن عائلة
أني قد تدارست اليوم الحالة التي نحن فيها مع مجموعة من أساتذة الجامعة، الذين اكتشفت أنهم مثلي، حيث لا توجد في جيوبهم سيولة لإطعام عائلاتهم.
ولأننا نرفض اللقاقة وإراقة ماء الوجه أمام المكاتب
ونرفض الإذعان للمليشيات وأثرياء الحرب والقبول بدعمهم مقابل إخراجنا من ضائقتنا .
فقد فكرنا جديا في أن (نستولي) على مطبات الشوارع المحيطة بالجامعة، التي لن نستطيع أن نبعد عنها لكوننا قد ارتبطنا بها عضويا
سنقف في المطبات ونحن ملثمون نطلب الحسنات من المحسنين نقداَ.
سنلبس في البداية ما يخفي وجوهنا، لكي لا تنتشر صورنا، وننشر عار حكوماتنا الثلاث وعار متصدري المشهد السياسي دولياً، والذي سيبقى محفوراً على صفحات التاريخ، حتى وان صارت ليبيا من مصاف الدول الأكثر تقدما في المستقبل
بعدها المنظمات الدولية ستكون وجهتنا
لا نريد شاليهات
ولا نريد شقق في تركيا وإسبانيا .
ولا نريد إجازات بشرم الشيخ
ولا نريد إقامة لنا في أفخم فنادق العالم لنا ولأسرنا
لا نريد أن تتحمل سياراتكم علاجنا، رغم أننا في سن نحن في أمس الحاجة له .
نريد فقط سيولة من مرتباتنا
نريد أن نعيش فهل هذا كثير على من تسمونهم العلماء والصفوة والرواد؟