الحزب المدني الديمقراطي يعرب عن خيبة أمل الشارع الليبي بعد التصريحات بتأجيل الانتخابات الرئاسية
أعرب الحزب المدني الديمقراطي عن خيبة الأمل التي تسود الشارع الليبي بعد التصريحات والأحاديث بشأن تأجيل الانتخابات الرئاسية، ورؤيته للمشهد السياسي الليبي بعد 24 ديسمبر 2021م، وفق التالي:
تخيم على المشهد السياسي الليبي هذه الأيام حالة من الغموض، ويساور البعض شعور بالانكسار، في وقت تزايد فيه منسوب الحديث عن تأجيل استحقاق انتخابي تعلق به أبناء الشعب الليبي للخروج من نفق ازمة جثمت على صدورهم لعدة سنين، واحالة حلمهم في العيش بأمن وسلام ورخاء واستقرار الى كابوس يزيح كل تطلعات الامل.
واليوم يصحو المواطن ليجد أن خطاب التأجيل قد حل محل الترتيب بعرس اقتراع منتظر، والاسواء من ذلك تزامن هذا الخطاب مع تكاثف غيوم الفراغ السياسي المفزع، وإشارات غير مطمئنة من القوي الدولية المؤثرة في المشهد الليبي وتغيير قيادة البعثة الأممية والدفع بعنصر اختبر الحالة الليبية وهندس مرحلتها الراهنة.
ووسط هذا المناخ تشعر الأحزاب والتكتلات والتيارات المدنية الوطنية بخيبة أمل بعد الجهود المضنية الذي بذلتها من أجل تحقيق هذا الاستحقاق الوطني، ولكنها في نفس الوقت تدرك حجم مسؤولية التصدي لعدم دفع الوطن نحو هاوية تخطط لها بعضُ الأطراف الداخلية والخارجية.
ويبدو أمامنا اليوم أن تأجيل الاقتراع قد أصبح واقعاً عملياً، غير أن هذا التأجيل سوف يحدد تداعياته الوعاء الزمني الذي يرتبط به: هل هو تأجيل قصير المدى؟ أم أنه طويل المدى؟ أو أنه خالٍ من الوعاء الزمني؟ وفى كل الأحوال فإن الحكمة تتطلب أن يتكاثف الجهد الوطني بكل روافعه للحد من مخاطر تداعيات التأجيل، وأن ينتج هذا التكاثف زخماً وطنياً يتمسك بما يلي:
1) إن الاستحقاق الانتخابي قد بدأ بالفعل وأن الذهاب إلى صندوق الاقتراع يمثل خطوة نهائية لهذا الاستحقاق، وأنا الحديث عن تأجيل الانتخابات هو عمل مخالف للحقيقة، وعلى هذا الأساس فإننا في الوقت الذي نجهل فيه الظروف التي دعت المفوضية العليا للانتخابات لاتخاذ مثل هذه الخطوة، فإننا نؤكد ان التأجيل يتصل فقط بموعد الاقتراع وليس بالانتخابات.
2) إن تأجيل الاقتراع بعد يوم 24 ديسمبر 2021م سينتج انتهاء شرعية كل الاجسام القائمة اليوم وفى مقدمتها حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، الأمر الذي يتطلب معالجعة فقط بدعوة سريعة لأبناء الشعب الليبي للذهاب إلى صناديق الاقتراع دون مماطلة لاختيار سلطات شرعية تدير شؤون البلاد، وأن أي محاولة لإيجاد آليات أخرى مبتكرة سوف تواجه بالرفض الشعبي الشامل.
3) إننا ندعو المجتمع الدولي باعتباره راعي هذا الاستحقاق الوطني إلى ضرورة إعادة تأكيد أهمية استكمال المرحلة النهائية للانتخابات، والحرص على أن يرتبط تأجيل موعد الاقتراع بتاريخ محدد يعالج فترة الفراغ السياسي التي سوف يسببها تأجيل موعد الاقتراع.
4) إننا نحذر من عواقب التأخر في انتاج سلطات منتخبة، ومن تداعيات وأثر الفراغ السياسي، في وقت أزيح من أمام المواطن حق اقتراع مكتسب دون مبررات كافية. وندعو الجميع إلى ضرورة سرعة إعادة الثقة للمواطن بتحقيق حقه في الاقتراع واختيار سلطاته وتجنب الولوج في مرحلة من العنف والاحتكام للسلاح لا قدر الله.
الحزب المدني الديمقراطي
بنغازي 2021/12/71م