دعونا نحلم: الحلم الثامن الرياضة

د. يونس الفنوش

بقلم د. يونس فنوش

الأعمال الكبيرة تبدأ دائماً بحلم يراود شخصاً أو أشخاصاً، يؤمنون به وبفائدته للحياة وللأحياء.. ثم يسعون بكل ما لديهم من جهد ومال ووقت لجعله حقيقة ملموسة على أرض الواقع..

وليبيا القادمة هي الآن شذرات أحلام تراود فكر وخيال نخبة من أبناء الوطن، سوف يتوقف تحققها على أرض الواقع على قدرتهم على اجتياز حالة الإحباط واليأس ونقص الثقة في الذات، وإصرارهم على تجاوز العقبات والصعاب، حتى يروا حلمهم متحققا فعلاً على أرض الواقع، فيحق لهم آنئذ أن يرددوا قول الشاعر:

فإذا الحلم حقيقة والأماني إرادة

نتألم كثيراً ونحن نتابع المهرجانات الرياضية المختلفة، على صعيد إقليمي وعالمي، فلا نجد علم بلادنا يرفع، ويندر جدا أن نجد من بين الفائزين بالميداليات المختلفة بعض أبنائنا وبناتنا. وفي الوقت نفسه نتابع كيف ترسل الدول المختلفة العشرات من أبنائها وبناتها، لا سيما صغار السن، فينافسون في الألعاب المختلفة، ويحصدون الجوائز والميداليات.

فهل كثير علينا أن نحلم بأن توجد تلك الدولة التي تضع في أعلى سلم أولوياتها تلك السياسات الموجهة لاكتشاف الموهوبين في مجالات الرياضة المختلفة، لا سيما من فئة الصغار، ثم وضع البرامج لصقل مواهبهم وتنميتها، حتى بلوغ المستويات المطلوبة للمشاركة في المنافسات الرياضية المختلفة.

وإننا نتابع من حين إلى آخر تمكن بعض الليبيين من إثبات قدراتهم وتميزهم في مجالات رياضية مختلفة، وتمكنهم من إيجاد مواقع لهم في المنافسات المختلفة، ولكن يظل مما يؤسف له أنهم يفعلون ذلك بمبادراتهم الشخصية الذاتية، ويقومون به على نفقاتهم الخاصة المحدودة..

لذا فدعونا نحلم بأن توجد الدولة التي تضع السياسات الملائمة في هذا المجال، من خلال الحرص على إنشاء مجمعات رياضية في كل تجمع سكاني، تتيح لأبناء هذا التجمع ممارسة الرياضة، ومن خلالها يتمكن الخبراء من اكتشاف الموهوبين لتوجيههم بعد ذلك إلى مرحلة الإعداد المتقدم، ثم التركيز على المتميزين منهم لتوجيههم إلى مراحل متقدمة من الإعداد المتخصص، للمشاركة في المنافسات الدولية.

وبالطبع لا يخفى أن هذا سوف يتطلب إن تخصص الدولة من ميزانياتها نسبة مناسبة للصرف على هذا الجهد والإعداد، ثم تضع السياسات لإنشاء المعاهد والأكاديميات الرياضية الملائمة لأداء الغرض.

حقوق النشر للمقالات المنشورة في هذا الباب محفوظة لكاتبيها.. فلا يجوز نشرها دون إذن منهم